کد مطلب:109850 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:156
یعظ فیها ویزهد فی الدنیا حمد الله نَحْمَدُهُ عَلَی مَا أَخَذَ وَأَعْطَی، وَعَلَی مَا أَبْلَی وَابْتَلَی، الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِیَّة، الْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِیرَةٍ، العَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ، وَمَا تَخُونُ الْعُیُونُ. وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ غَیْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً نَجِیبُهُ وَبَعِیثُهُ، شَهَادَةً یُوَافِقُ فِیهَا السِّرُّ الْأَعْلاَنَ، وَالْقَلْبُ اللِّسَانَ. عظة الناس و منها: فَإِنَّهُ وَاللهِ الْجِدُّ لاَ اللَّعِبُ، وَالْحَقُّ لاَ الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلاَّ الْمَوْتُ أَسْمَعَ دَاعِیهِ، وَأَعْجَلَ حَادِیهِ، فَلاَ یَغُرَّنَّكَ سَوَادُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، فَقَدْ رَأَیْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ جَمَعَ الْمَالَ وَحَذِرَ الْإِقْلاَلَ، وَأَمِنَ الْعَوَاقِبَ ـ طُولَ أَمَلٍ وَاسْتِبْعَادَ أَجَلٍ ـ كَیْفَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَزْعَجَهُ عَنْ وَطَنِهِ، وَأَخَذَهُ مِنْ مَأْمَنِهِ، مَحْمُولاً عَلَی أَعْوَادِ الْمَنَایَا یَتَعَاطَی بِهِ الرِّجَالُ الرِّجَالَ، حَمْلاً عَلَی المَنَاكِبِ وَإِمْسَاكاً بِالْأَنَامِلِ. أَمَا رَأَیْتُمُ الَّذِینَ یَأْمُلُونَ بَعِیداً، وَیَبْنُونَ مَشِیداً، وَیَجْمَعُونَ كَثِیراً! أَصْبَحَتْ بُیُوتُهُمْ قُبُوراً، وَمَا جَمَعُوا بُوراً، وَصَارَتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثِینَ، وَأَزْوَاجُهُمْ لِقَوْمٍ آخَرِینَ، لاَ فِی حَسَنَةٍ یَزِیدُونَ، وَلاَ مِنْ سَیِّئَةٍ یَسْتَعْتِبُونَ! فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوَی قَلْبَهُ بَرَّزَ مَهَلُهُ، وَفَازَ عَمَلُهُ. فَاهْتَبِلُوا هَبَلَهَا، وَاعْمَلُوا لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا، فَإِنَّ الدُّنْیَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ، بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الْأَعْمَالَ إِلَی دَارِ الْقَرَارِ; فَكُونُوا مِنْهَا عَلی أَوْفَازٍ، وَقَرِّبُوا الظُّهُورَ لِلزِّیَالِ.
ومن خطبة له علیه السلام